لإعادة بصيص من الأمل لمرضى الخناق الولادي
مستشفي الملك خالد الجامعي يوفر تقنية تبريد المواليد
تعد العناية المركزة لحديثي الولادة بمستشفى الملك خالد الجامعي بجامعة الملك سعود أحد أهم المراكز الطبية بمنطقة الشرق الأوسط خبرة في تطبيق الطريقة الحديثة في علاج الخناق الولادي حيث تشير الأرقام إلي أنه تم علاج أكثر من 40 حالة مصابة بنقص الأكسجين خلال السنوات الماضية.
وبدأ تطبيق هذا النوع من العلاج في مستشفى الملك خالد الجامعي كأول مستشفى في المملكة العربية السعودية في عام 2005م تحت إشراف مباشر من د. تركي محمد الخرفي أستاذ طب الأطفال المشارك واستشاري طب حديثي الولادة.
وكان لكرسي أبحاث حديثي الولادة بجامعة الملك سعود دوراً إيجابياً في تبني ودعم هذه الطريقة العلاجية الحديثة .
وأكد المشرف علي الكرسي الدكتور خالد الفالح الأستاذ المساعد لطب الأطفال بمستشفي الملك خالد الجامعي أن الخناق الولادي يعني نقص إمداد الأكسجين إلى المخ قرب أو أثناء فترة الولادة وهو يعد أحد أهم الأسباب المؤدية للوفاة أو الإعاقة المستقبلية لحديثي الولادة وأشار الفالح إلي أن هذه الإصابة تحدث مرة واحدة لكل ألف حالة ولادة في الدول الغربية وبصورة أكبر بكثير في الدول النامية لافتقارها للرعاية المطلوبة أثناء فترة الحمل والولادة
وأضاف أنه وحتى عهد قريب وقف أطباء العناية المركزة لحديثي الولادة مكتوفي الأيدي أمام مثل هذه الحالات المستعصية والتي بالرغم من توفير كل سبل الرعاية المكثفة تنتهي بالوفاة أو الإعاقة الذهنية والحركية في أكثر من نصف الحالات المصابة إلا أنه ومع تقدم العلم الحديث كشفت الدراسات التي أجريت خلال الخمس سنوات الماضية أن مثل هذه الحالات قد يمكن إنقاذها في حال تم علاجها بالتبريد في الساعات القليلة الحاسمة بعد الولادة. حيث أثبتت أكبر هذه الدراسات المنشورة من قبل المعهد الوطني لصحة الطفل والتطور الإنساني في الولايات المتحدة والتي ضمت أكثر من 250 وليداً مصاباً بنقص الأكسجين، وأثبتت أن العلاج بالتبريد يقي من الوفاة أو الإصابة بالإعاقة المستديمة لكل طفل من ستة أطفال يعالجون بمثل هذه الطريقة. ومع هذه النتائج المشجعة، انتشر العلاج بالتبريد في العديد من مراكز العناية المركزة لحديثي الولادة في الولايات المتحدة بصورة واضحة خلال السنتين الماضيتين، في حين فضل البعض انتظار نتائج الدراستين الأخريين في نفس هذا المجال في كل من أوروبا واستراليا، والتي بحول الله سوف تنشر خلال هذا العام.
ويشرح أن تبريد المواليد يعني إنقاص درجة حرارة الوليد من الدرجة الطبيعية (37 درجة مئوية) إلى مابين 33-34 درجة مئوية ابتداء من الساعات الأولى التي تعقب عملية الولادة مباشرة ولمدة ثلاثة أيام ، حيث يمكن إجراء هذه الطريقة إما بتبريد الرأس فقط أو كامل الجسم عن طريق بطانية مبردة أوتوماتيكيا أو عن طريق وضع أكياس من الماء البارد على جانبي الطفل المصاب. وبعد اكتمال عملية التبريد في اليوم الثالث يتم إعادة الطفل تدريجياً لدرجة الحرارة الطبيعية.
وحول دور كرسي حديثي الولادة في مواجهة الأخطار المرضية التي يمكن أن تواجه واقع المواليد بالمملكة قال الدكتور الفالح إن مهام الكرسي تكمن في تطبيق الأهداف على أرض الواقع والتركيز على دراسة واقع الأطفال حديثي الولادة في المجتمع السعودي وتحسين هذا الواقع من خلال الدراسات والاستشارات العلمية التي ستهتم بهم ليكونوا نماذج صحية سليمة ومعافاة ونواة لمستقبل الوطن. مشيراً إلى أن أهداف كرسي أبحاث حديثي الولادة تنقسم إلى عدة محاور الأول حول معدل الوفيات والخناق الولادي لحديثي الولادة في المملكة من خلال إعداد دراسة مسحية للمعدل الحالي لوفيات حديثي الولادة بالإضافة لحالات الخناق الولادي في جميع المناطق ودراسة الأسباب المؤدية لهذه الحالات وطرق تفاديها واقتراح آلية معينة لمتابعة وعلاج الأمهات الحوامل ذوات الخطورة العالية في مراكز متخصصة لمثل هذه الظروف واقتراح آلية لنقل الأطفال حديثي الولادة ذوي الحالات الحرجة إلى وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة العالية التأهيل واقتراح برنامج لتدريب أطباء الأطفال وطاقم التمريض يؤهلهم للتعامل مع مثل هذه الحالات الحرجة في الساعات الأولى بعد الولادة واقتراح آلية مناسبة لتطبيق العلاج بالتبريد كعلاج ناجح لحالات الخناق الولادي للوقاية من مضاعفاته كالوفاة أو الإعاقة المستقبلية المستديمة
وبين أن المحور الثاني يدور حول الدراسات العلمية الأساسية ويتضمن إنشاء معمل لحيوانات التجارب على مستوى عالمي يهتم بإجراء التجارب الفسيولوجية المتعلقة بالجهاز التنفسي وجهاز الدورة الدموية وابتعاث كوادر وطنيه لاكتساب المهارات العلمية للقيام بمهام المعمل بعد إنشائه .
ويشتمل المحور الثالث للكرسي على إجراء الدراسات التطبيقية المتخصصة والتي تهدف للنهوض بمستوى الأبحاث في مجال العناية المركزة لحديثي الولادة للعالمية ودراسة مدى فعالية الربط بين العلاج بالإندوميثاسين الوقائي وتقييد السوائل للوقاية من المضاعفات المصاحبة لولادة الأطفال الخدج ناقصي وزن الولادة المفرط (أقل من 1000 جرام عند الولادة)، ومنها على سبيل المثال (النزيف الحاد داخل البطيني، النزيف الرئوي، والإعاقة الذهنية والحركية المستقبلية) إضافة إلي دراسة العوامل المؤدية لاستقرار الدورة الدموية لدى الأطفال الخدج ناقصي وزن الولادة المفرط.ودراسة التطبيقات المؤدية للوصول إلى الرضاعة الكاملة عن طريق الجهاز الهضمي لدى الأطفال ناقصي وزن الولادة بشده ودراسة جدوى بعض الطرق الحديثة في التنفس الصناعي للوقاية من النمو الشاذ القصبي الرئوي لدى الأطفال الخدج.