بسم الله الرحمن الرحيم
نشر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس 4 مذكرات "سرية للغاية" سمحت للمخابرات المركزية الأميركية (سي آي أي) إبان إدراة الرئيس السابق جورج بوش بتعذيب المشتبه فيهم من القاعدة وغيرهم المعتقلين في غوانتانامو ومراكز الاحتجاز السرية حول العالم، لكنه استبعد -في تصريح لاحق- ملاحقات قضائية ضد أولئك المتورطين وقال إن "الوقت قد حان للتأمل وليس للقصاص".
وتتحدث المذكرات عن الأساليب التي استخدمتها المخابرات الأميركية والأساس القانوني الذي أجازت به إدراة بوش هذا الأمر.
وأفادت المذكرة الأولى، بتاريخ 1 أغسطس 2002، بأن وزارة العدل أعطت الضوء الأخضر لعملاء المخابرات "بعبارة زيادة الضغط" في استجواب المشتبه فيهم من القاعدة.
وعددت عشرة أساليب مقررة طبقت على ما لا يقل عن 14 مشتبها فيه.
ومن جانبها زعمت إدارة بوش، وخاصة ديك تشيني نائب الرئيس، أن أسلوب الغمر بالماء لم يرق إلى مستوى التعذيب لكن إدارة أوباما حكمت بأنه كان كذلك.
وأشارت الصحيفة إلى خيبة أمل منظمات الحقوق المدنية من سلسلة الأحكام التي أصدرتها إدارة أوباما بأنها حمت كثيرا من المواد المتعلقة بغوانتانامو والمواقع الأخرى في الخارج.
وفي نفس السياق قالت صحيفة "ديلي تلغراف" إن الحكومة الأميركية نشرت المذكرات المذكورة التي كتبتها وزارة العدل الأميركية عام 2002 و2005 لتوفير غطاء قانوني لأساليب الاستجواب التي انتقدت كثيرا كتعذيب وتبرأ منها الرئيس الجديد.
وقد عرضت المذكرات بتفصيل تصويري كيف تم استجواب 28 من المشتبه فيهم من القاعدة في السجون السرية للمخابرات المركزية، كاشفة عن استخدام التعري القسري والصفع على الوجه والبطن واستخدام طريقة المكان الضيق وأوضاع الإجهاد.
كما أنها فصلت في طريقة حبس المشتبيه فيهم بصندوق مع حشرة لاسعة. وأشارت الصحيفة إلى أن تلك الوثائق نشرت بموجب أمر قضائي قدمه الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية وأن هذه هي المرة الأولى التي تنشر فيها تفاصيل رسمية لهذه الأساليب.
وتعقيبا على نشر هذه المذكرات قال أوباما إن الأساليب التي استخدمتها الإدارة السابقة في "الحرب على الإرهاب" عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر على أميركا "تقوض سلطتنا الأخلاقية ولا تجعلنا آمن".